البنك الوقفي والمسؤولية الاجتماعية: إطار مقترح للتطبيق في الاقتصاد الأردني

الملخص

تتجلى محاسن الدين الإسلامي في صور كثيرة منها صورة الوقف، فنظراً لاتساع مجالات الخير التي يشترطها الواقفون، كان من الضروري إنشاء مصرف وقفي مستقل يستوعب أوجه البر والتقوى المختلفة وإن فكرة البنك الوقفي نشأت من ضرورة توظيف الوقف لإنشاء مشروع يحقق مقاصد الوقف، ويعمل وفق النظام والأدوات والضمانات المصرفية المتعارف عليها، ويهدف إلى تجميع الأوقاف الصغيرة والمتفرقة في كيان جامع حيث لا يتيسر استثمارها منفردة. وجاءت هذه الاطروحة بهدف التعرف على مفهوم البنك الوقفي وأهدافه وإدارته وشروطه، والتعرف على الفرص الممكنة للنهوض بالبنك الوقفي على وجه يمكنه من دعم المجتمع في المسؤولية الاجتماعية بشكل تام. والوقوف على أبعاد العلاقة بين البنك الوقفي والمسؤولية الاجتماعية في إطار الاقتصاد الأردني. واتبعت الدراسة المنهج التحليلي لتحقيق أهداف الدراسة.  وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها: تعتبر الزكاة، والقروض الحسنة والتبرعات من خلال البنك وانشاء حسابات في المصرف أهم الموارد المالية لتمويل انشطة المسؤولية الاجتماعية وكذا جزء من أرباح المصرف. وتقسم اموال البنك الوقفي إلى قسمين، أولهما يوجه للتمويل الخيري عن طريق منح قروض حسنة والثاني يوجه الاستثمارات نحو حسابات اقتصادية، لضمان استمرارية البنك وتنميته وتوسعة نشاطه. إن توفر البنك الوقفي على منظومة متكاملة للرقابة الشرعية يعتبر ضرورة، كون البنك يعتبر بنك اسلامياً، كما أنه وقف، بالإضافة للمزايا الأخرى التي تحققها المنظومة كإعطاء الثقة للمتعاملين وغيرها. يهتم البنك الوقفي بتقديم تمويلات خيرية لهدف التعليم، الصحة، الزواج، القروض الموسمية، وهذا يكون مبدئيا ويمكن ان يتطور مع تطور البنك، وتطور حاجات المجتمع. وأوصت الدِّراسة بتشجيع استثمار أموال الوقف عن طريق البنوك الوقفية والاستفادة من دورها الاستثماري والرقابة الشرعية عليها.