التدليسُ" أقسامُه وفروعُها: دراسةٌ تأصيليةٌ تطبيقيةٌ

الملخص

تُعتبَر "علومُ الحديث" مِن أجَلِّ العلوم الإسلامية لكَوْنها تُعرِّف الأصولَ التي تُدرَى بها أحوالُ السَّنَدِ والْمَتْنِ من حيث القَبُوْل والرَّدّ، وبهذه العلومِ يُمَيَّزُ بين صحيح السُّنَّةِ النبويةِ وضعيفِها. ومن الموضوعاتِ المهمَّةِ في هذه العلوم (والتي يترتَّب عليها الْحُكْمُ باتِّصال الإسناد أو إرسالِه، ومِن ثَمَّ الْحُكْمُ بصِحَّة الحديث أو ضَعْفِه) هو: "التَّدليسُ"، الذي يُطلَق في مُصطلَح المحدِّثين على إخفاء الرَّاوي عَيْباً في الإسناد وتحسينِه لظاهِره؛ لذلك يُعتبَر هذا النَّوْعُ من أدَقِّ أنواعِ هذه العلومِ وأهَمِّها لِمَا فيه من الْخَفَاء والغُمُوْضِ والإيهامِ والتَّمويهِ. وقد تحدَّث عن "التَّدليس" وأقسامِه كلُّ مَن ألَّف مِن علماء الحديثِ قديماً وحديثاً، إلاَّ أنَّ كلامَهم عنه في كُتُبهم جاء مُوجَزاً ومُختصَراً جِدّاً بحيث إنه لا يُعطي للقُرَّاء صورةً شاملةً وواضِحةً عنه، كما أنَّ كلامَهم فيها عن "التَّدليس" لا يعرِّفهم - أيضاً - بجميع أقسامِه وفروعِها تعريفاً جامعاً مع الأمثلة التوضيحية لكُلٍّ منها. وهذا البحثُ يقوم بدراسةٍ مُختصَرةٍ عن "التَّدليس" من أهَمِّ جوانبه، ثم يركِّز على تعريف أقسامِه وفروعِها مع التَّمثيل لجميعها، وكذلك مع بيانِ الْحُكْمِ لكُلٍّ منها. وقد اعتمد الباحثُ في إعداد هذا البحثِ على منهجٍ استقرائيٍّ ومنهجٍ تحليليٍّ، أمَّا المنهجُ الاستقرائيُّ فهو لجمع المعلومات عن "التَّدليس" وأقسامِه من الكتب القديمة والحديثة في علوم الحديث، وأمَّا المنهجُ التحليليُّ فقد اعتمد عليه لتحليل بعض أقوال العلماء في هذا النَّوْعِ وأقسامِه وفروعها.