مراعاة الفروق الفردية بين المكلَّفين وأثرها في الاجتهاد التنزيلي
DOI:
https://doi.org/10.36476/JIRS.3:1.06.2018.14الكلمات المفتاحية:
الفروق الفردية، المكلَّفين، الاجتهاد التزيلي، ، الأشخاص، الوقائعالملخص
إننا نعيش في زمان ظهر فيه كثير من أدعياء الاجتهاد، الذين يقدِّمون هذا الدين للناس كأنه قالب واحد جامد، فيسيؤون من حيث يظنّون أنهم محسنون، ويضرّون أكثر مما ينفعون، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه: هل الفقه الإسلامي يقبل التغيير والمرونة في التعامل مع الناس عندما تتغير أحوالهم وصفاتهم وقدراتهم وعاداتهم وبيئاتهم، وغير ذلك، أم لا يقبل المرونة والتغيير؟ فتحتَّم بيان المنهج الوسط الذي يتفاعل مع جميع الأماكن والأزمان والأشخاص.
إن موضوع مراعاة الفروق الفردية بين المكلَّفين قد اعتبره جمعٌ كبير من الفقهاء في مسائل اجتهادية كثيرة من مسائل الفروع، ومع ذلك، فلا تزال تحوم حوله تساؤلات كثيرة، وتكتنف واقعه النظري والتطبيقي إشكالات عديدة. خلُصَت الدراسة بان الفروق الفردية تعني مجموعة من الصفات التي يتميز بها كل إنسان عن غيره من الأفراد، وهذه الصفات تؤثّر في سلوك هذا الشخص وتوجهاته الباطنة والظاهرة. مراعاة الفروق الفردية بين المكلَّفين في عملية الاجتهاد بمفهومه الواسع ليست منهجاً مبتدعاً، ولكنها عملية وطريقة علمية تنهض بحجيتها الأدلة والأصول الشرعية المعتبرة. إن دراسة الفروق الفردية أخذت حيّزاً واسعاً في الدراسات النفسية والتربوية، تنظيراً وتطبيقاً، ولكن الدراسات في هذا الموضوع واستجلاء أثره ودوره في الفقه الإسلامي تكاد تكون معدومة، ولذا فإنني أوصي طلبة الدراسات العليا في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية بالاهتمام في هذا الموضوع وبذل الجهود للكشف عن ملامحه ومظاهره وآثاره في الفقه الإسلامي، وذلك لما له من أهمية من الناحية العملية